أي خبر

”قـال يا مـقال”

محمد إمام يكتب ”السيادة المصرية .. خط أحمر”

الجمعة 16 مايو 2025 07:44 مـ 18 ذو القعدة 1446 هـ
الكاتب الصحفي محمد إمام
الكاتب الصحفي محمد إمام


في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، تتزايد الضغوط الأمريكية على مصر بشكل غير مسبوق، في محاولات واضحة لفرض إملاءات علي الدولة المصرية وقبول التهجير، تلك الضغوط لا تقتصر على التصريحات أو المواقف الدبلوماسية، بل تشمل إجراءات عملية ذات طابع يحمل بين طياته البلطجة تسعى من خلالها واشنطن إلى تحقيق أهدافها على حساب استقلالية دول العالم، ومن بينها مصر.

وكانت بداية حلقات مسلسل البلطجة الأمريكية بفرض ما يسمى بـ"إعادة توزيع السكان"، وهو ما وصف بأنه تهجير قسري مقنع تحت غطاء حلول إنسانية أو أمنية، ما رفضته القاهرة بشكل قاطع، وبعدها لم تقف الضغوط عند هذا الحد، بل تزايدت مع مطالب أمريكية عبّر عنها مسئولون في واشنطن بمرور السفن الحربية الأمريكية من قناة السويس دون رسوم، وكأن قناة السويس، أحد أبرز شرايين التجارة الدولية، قد تحولت إلى ممر مفتوح بلا سيادة ولا مقابل.

ولم تتوقف حلقات مسلسل فرض الأمر الواقع لدي واشنطن التي فرضت مؤخراً رسوماً جمركية إضافية على واردات من عدد من الدول، في خطوة تعكس توجهًا أمريكيًا نحو زيادة الازمات الاقتصادية العالمية وموجات التضخم غير المسبوق الذي يضرب دول العالم أجمع، لكن اللافت أن هذه الخطوة كانت مصحوبة بحملة شائعات ممنهجة تستهدف مصر، من بينها شائعات وتهديدات ضمنية عن "قطع المعونة الأمريكية"، رغم أن حجم المعونة، مقارنة بالاقتصاد المصري الحالي، لم يعد يشكل ثقلاً كبيراً، كما تم ترويج شائعة أخرى تتعلق بنيّة واشنطن إقامة قاعدة عسكرية أمريكية على جزيرتي تيران وصنافير، وغيرها من العراقيل التي يتم وضعها أمام القيادة السياسية التي تقف شامخة أمام المطامع والبلطجة وتأبي أن تشارك في ظلم.

وكعادة مصر، لم تقف مكتوفة الأيدي امام تلك الضغوط، بل جاء الرد عبر عدة مسارات، أبرزها رفع جاهزية القوات المسلحة وتحركات عسكرية واضحة في سيناء، إضافة إلى مناورات استراتيجية مع قوى دولية كبرى، كان من أبرزها "نسور الحضارة" مع الصين، والمناورات البحرية مع القوات الروسية، ما يعكس توازناً جديداً في العلاقات الدولية.

كما قامت القيادة المصرية بتغيير استراتيجيتها في التسليح بتنويع مصادره، إذ بدأت القاهرة في تعزيز تعاونها الدفاعي مع روسيا، الصين، وكوريا الجنوبية، وتقليص الاعتماد على السلاح الأمريكي، وهو قرار يعكس أهمية امتلاك القرار العسكري المستقل وعدم رهن الأمن القومي لإملاءات سياسية من دول بينها.

أري وغيري من أبناء الشعب المصري الأبي أن الضغوط الأمريكية لن تثني مصر عن مواقفها، خاصة فيما يتعلق برفض التهجير أو المساس بالأمن القومي، السياسة المصرية، التي تمزج بين الدبلوماسية والجاهزية العسكرية، تؤكد أن زمن الوصاية والبلطجة والولاية قد انتهى بلا رجعة، وأن مصر كما كانت دائماً، دولة عصية على الابتزاز، ثابتة في مبادئها، لا تخضع إلا لإرادة شعبها ومصالحها الوطنية العليا ولا تركع إلا لله .. حفظ الله مصر.

بقلم محمد إمام

[email protected]