أي خبر

" قـال يا مقـال "

11/11 ” والغلابة ” وأهل الشر ”

-



 

بقلم محـمد إمـام

[email protected]

 

 

 

" قد نختلف مع النظام لكننا لا نختلف مع الوطن ونصيحة أخ لا تقف مع " ميليشيا " ضد وطنك حتى لو كان الوطن مجرد مكان ننام علي رصيفه ليلا " , مقولة شهيرة للراحل جلال عامر الذي وصف بمنتهي البساطة حالنا وما نحن عليه الآن  , فهناك  من يختلف مع النظام لما تشهده البلاد من حالة تردي اقتصادي وغلاء جنوني بأسعار السلع والخدمات وهيستريا الفواتير التي أحرقت جيوب الغلابة إضافة إلي تصدير الأزمات الواحدة تلو الأخرى , واحتكار معدومي الضمير والمتاجرين بقوت الشعب للسلع التموينية بداية من الأرز والزيت السكر , وأزمة الدولار الأمر الذي وضح جليا في ضبط الحكومة لكميات هائلة يوميا في محافظات مصر .

وفي ظل هذه الأزمات المتلاحقة التي تضرب البلاد وما يصاحبها من غياب العدالة الاجتماعية والمعيشية وندرة فرص العمل وزيادة معدلات البطالة في السنوات الأخيرة إضافة الي فشل المنظومة التعليمية والصحية وحالة الغضب الشعبي والجماهيري من حكومات لا تشعر بالام المواطنين وأناتهم تجد دعوات المتربصين وأعداء الوطن داخليا وخارجيا للتظاهر وإحداث حالة من الفوضى والتخريب يوم 11 /11 أرضا خصبة .

ولكن هل من العقل والحكمة أن نعطي الفرصة للمتآمرين وأعداء الوطن وأصحاب مشروع التقسيم والشرق الأوسط الكبير علي طبق من ذهب لتدمير الدولة , لهدم الوطن , لتفكيك الجيش الأكبر عربيا وإفريقيا " لا قدر الله " , هل من المنطق أن ننصاع لأصحاب دعوات الفوضى الخلاقة لتغيير الأنظمة غير الموالية, وإحلال الديمقراطية وفقا للمقاييس الملائمة لها , من منا يريد الرجوع الي الخلف سنوات بسيطة ونعيد حالة الانفلات الأمني والأخلاقي من جديد , من منا يريد أن تسقط مصر بشعارات الوطنية المزعومة التي لا تثمن ولا تغني من جوع لأقنعة سقط أصحابها في بئر المصالح والدولارات .

علينا التصدي جميعا " لأهل الشر " أصحاب الدعوات الهدامة أمثال جماعة الإخوان الإرهابية التي أعلنت صراحة مشاركتها في التظاهرات وحركة " غلابة " و" ثورة الغلابة " و" ثورة الجياع " وألا ننصاع للجان الاليكترونية علي السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي التي تدس السم في العسل وتستغل معاناة الفقراء في دعوات التظاهر لتحقيق مآرب شخصية ويخدم أجندات خارجية تحمل التقسيم والخراب لمصر والوطن العربي .

لابد وأن نستمع جميعا لصوت العقل والحكمة وإعلاء الوازع الوطني والمحافظة علي الوطن حتى وإن كان حفنة تراب ننام علي رصيفه ليلا آمنين , علينا  بمساندة الدولة حتى لا تقع في هوة الخراب والدمار , بالتكاتف والتلاحم والعمل كآلة واحدة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا , خير من العيش بلا أمن وأمان , بلا وطن , لابد وأن نتعلم من دروس الدول المجاورة حتى لا تتحول مصر إلي سوريا وليبيا والعراق واليمن , علينا أن نحافظ علي وحدة أراضينا لأن مر الحاجة  أفضل بكثير من مرار الدمار والخراب والفوضى .