أي خبر

" قـال يا مـقال "

” الغسيل الكلوي ” في ” رقبة الصحة ”  

-

 

بقلم : محمـد إمـام

[email protected]

 

صرخات وآنات مرضي الغسيل الكلوي لم تعد تجدي نفعا مع وزارة الصحة أو هيئة التأمين الصحي خاصة في ظل الأزمات الراهنة من ندرة المحاليل والمستلزمات الطبية نتيجة لإرتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية وتعويم الجنيه وما ترتب عليه من توقف الشركات عن انتاج وتوريد تلك المستلزمات للمستشفيات ومراكز الغسيل.

ورفعت معها المراكز الخاصة شعارات " أبحث عن مراكز بديلة " وقامت أخري بطلب بتحصيل مبالغ مالية تتراوح ما بين 100 الي 150 جنيه من المرضي لتعويض فارق الأسعار , في حين قامت مراكز أخري بغلق أبوابها في وجه المرضي نظرا للخسائر التي تكبدتها الفترة الأخيرة وأخري أعلنت عدم قبول حالات بداية من أول ديسمبر المقبل بسبب ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية.

ورغم تأكيدات الوزارة علي رفع سعر الجلسة وتأكيدات الدكتور أحمد عماد وزير الصحة بأن الدولة تسعي لتوفير الإعتمادات المالية وستتحمل فارق الزيادة على سعر جلسات الغسيل الكلوي من 140 إلى 200 جنيه بالمستشفيات الحكومية والخاصة, ودعم الميزانية بقيمة 600 مليون جنيه فرق التكلفة, تضاف إلى تكلفة علاج المرضى على نفقة الدولة , وإصدار تعليمات لمديريات الشئون الصحية بالمحافظات بتشغيل وحدات الغسيل الكلوي بالمستشفيات أربع " نوبات عمل" بدلاً من "نوبتين", لاستيعاب أي عدد من المرضى حال توقف المراكز الخاصة عن العمل , إلا أن الأزمة ما زالت مستمرة .

وأستغل ضعاف النفوس قلة بعض الأدوية ونقص مستلزمات جلسات الغسيل الكلوي نتيجة وقف الإستيراد أو جشع الشركات والمصانع وقاموا برفع أسعارها حيث وصل سعر العلبة من دواء كيتو ستريل الي 1000 جنيه بعدما كان سعرها في السابق لا يتجاوز 220 جنيها في في حين ارتفع سعر المحلول من 3 الي 27 جنيه والفلاتر من 50 الي 150 جنيه وبات أكثر من 36 ألف و116 مريضا يتم علاجهم في 460 مركز خاص وحكومي وفقاً لإحصائيات قطاع الطب العلاجي وإدارة الكلي بوزارة الصحة ينتظرون الموت .

علي الدولة أن تتحمل مسئوليتها تجاه الغلابة وتحقق لهم أبسط درجات العيش الأدمي , لابد وأن تتحمل تبعات قراراتها الإقتصادية , وتفعيل الدور الرقابي ومحاسبة كل من تسول له نفسه العبث بحياة المرضي والبسطاء , , لابد وأن ترد الجميل للشعب الواعي الذي رفض دعوات أهل الشر والنزول في تظاهرات لهدم الدولة , عليكم برفع المعاناة عن كاهل المرضي والبسطاء الذين أنهكم المرض وأتعبهم الفقر وضاقت عليهم الدنيا بما رحبت ورغم كل ذلك مازالوا عاشقين لتراب الوطن .