أي خبر

" قـال يـا مقـال "

” التوك توك ” و” اللوك لوك ”

-


بقلم : محـمد إمـام

[email protected]

 

 

باتت برامج " التوك توك شو" مرتعا للكذب والنفاق والرياء و" التهليل والتطبيل والتضليل " تارة أخري , وخاصة بعد أعتماد معدي البرامج علي شائعات الفيس بوك ومواقع التواصل الإجتماعي في تناول الموضوعات وإختيار نوعية الضيوف, والخلط بين الرأي والخبر والمعلومة , وعرض موضوعات لا تتماشي مع قيم المجتمع ,الهدف منها معروف وهو تحقيق أعلي نسبة مشاهدة لجذب المعلنين وتحقيق أجور فلكية لمقدميها تصل الي الملايين سنويا .

وتعرض " التوك توك شو "  لسقطات مدوية خلال السنوات الأخيرة أشهرها , للاعلامي أحمد موسي حينما قام بعرض مقطع فيديو من لعبة "Apache Air Assault  " علي أنها ضربات عسكرية للجيش الروسي علي داعش في سوريا , وبعدها قامت الإعلامية هالة سرحان بتأجير 3 فتيات لأداء دور فتيات ليل علي شاشة برنامجها نظير مبالغ مالية , وتم افتضاح الأمر وتحول الي النائب العام وساحات القضاء , وبعدها اتهام " العكش" للجلاد علي الهواء بإستئجار شخص علي أنه " لص سيارات " لإثبات حالة الإنفلات الأمني في ذلك الوقت كذباً وبهتاناً علي حد قوله , ولا ننسي " العهر الإعلامي " الذي يقدمه برنامج " نفسنة " من إيحاءات جنسية وإتهامات لنساء مصر بالخيانة والتحريض علي الخيانة الزوجية وغيرها .

.. وآخرا وليس بأخر قيام الإعلامي وائل الإبراشي بإستضافة شخص ما يدعي " محمد عبد الله " أدعي أنه المهدي المنتظر وطالب الأمة الإسلامية بمبايعته وبعدها إعترف علي الهواء أنه " بيهزر " ثم دخل بعدها في مرحلة التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والتلاعب بالألفاظ والإلتفاف في تفسير الأيات لخلق مناخ من التضليل لدي الرأي العام .

كما أعتادت برامج " التوك توك شو " علي إنتهاك الخصوصية وتبني حملات موجهة للإغتيال المعنوي وتشوية المعارضين بحجة حرية الرأي , وتحولت تلك البرامج الي بوق أحادي الصوت والوجهة لتغييب الرأي العام , والحجج والإتهامات موجودة وحاضرة وكله " علي عينك يا تاجر " فإذا أختلف ضيف مع آخر أتهمه بالأخونة أو العداء للرئيس والجيش والدولة , أما إذا أختلف مقدم البرنامج " صاحب الفرح " مع أحد الضيوف من الممكن أن يطرده أو يسبه والأمثلة في ذلك كثيرة ومتعددة , وفي حالة إختلاف صاحب القناة أو رئيس مجلس إدارتها مع المذيع يكون الحل هو " قطع العيش" والغاء البرنامج " بفلوسه " وبين " التوك توك " و " اللوك لوك " , حالة من الفوضي والإنفلات تجاوزت كل الخطوط الحمراء , في ظل غياب التشريعات الملزمة للفضائيات لتنظيم وضبط الأداء الإعلامي من قبل الدولة.

علي الدولة أن تنتبه جيدا لما يحدث في برامج " التوك شو " وأن تنتهي وبسرعة من إصدار القانون الخاص بالهيئة الوطنية للإعلام لحماية الذوق العام والجيل الجديد من أشباه المثقفين والدخلاء , لابد من إصدار تشريعات لمواجهة الإسفاف والإبتذال و" الرخص الإعلامي ", عليكم بإنقاذ صورة مصر أمام العالم من نماذج تسئ الينا وتعيدنا مئات السنين الي الوراء .