أي خبر

” قال يا مقال ”

” السوشيال ميديا .. التجميل والتضليل ”

-

  

بقلم : محمد إمام

[email protected]

 

باتت " السوشيال ميديا " ومواقع التواصل الاجتماعي المتحكم الوحيد في حياة الشعوب , والحاكم بأمره , تهب وتمنع كيفما تشاء وقتما تريد , أصبحت القاضي والجلاد , تزيف الحقائق وتقلب الموازين , تلبس الباطل ثوب الحق مرتدية ثياب العفة والفضيلة بعد أن سيطرت علي العقول والبطون وفتحت أفاقا جديدة من الوهم والخيال تعبث وتزيف الماضي , تدمر الحاضر وتسير بالمستقبل الي المجهول .

تحولت لآلة حربية  تهدم أوطاناً وتبني شعوباً تارة أخري يتم تسخيرها لخدمة " من يدفع ", تستخدمها استخبارات دولية تنفق الملايين لتنفيذ أجندات خاصة, والاطاحة بالأنظمة غير الموالية وتركيع دول , وتجميل الوجه القبيح تارة أخري , كان آخرها علي سبيل المثال لا الحصر إعلان ممول علي الفيس بوك بعنوان " اسرائيل تتحدث بالعربية " مضمونة الترويج " لإسرائيل المسالمة " التي تعكف علي السلام وتربي أبناءها وشبابها علي العلم والعمل , وأن الفلسطينين هم من يقتلون المدنيين والأبرياء .

استغل الكيان المحتل " السوشيال ميديا "  لما لها من سطوة علي عقول الشباب في الترويج لأكاذيبه وتزييف الحقائق رافعا شعار " يد تقتل وفم يكذب " تناسي قتله الأطفال الأبرياء والمدنيين العزل , تناسي قمعه لحرية الدين والعقيدة وإغلاقه المسجد الأقصي في وجه المصلين .

ورغم كل ما سبق وما لا تتسع له الصفحات لابد وأن نذكر الجزء الايجابي للسوشيال ميديا فهي من جاءت بحق " مريم فتح الباب " صاحبة الـ 99.3 في الثانوية العامة رغم ظروفها الصعبة وجعلتها تجلس بجوار الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب , وكرمت الجندي المصري قاهر الإرهابيين بسيناء والذي قام بدافع وطني وأقبل بقلب جسور ليدهس السيارة المفخخة لحماية زملائه غير عابئ بما ستئول اليه الأمور بعد ذلك , كما كان لها الفضل في انقاذ الكثير من المرضي في القري والنجوع بتسليط الضوء عليهم ووضعها علي طاولة المسئولين , وبين هذا وتلك تكمن المخاوف .. علينا ألا ننساق وراء سموم السوشيال ونحكم العقول لنروض هذا " الغول " .