أي خبر

"قـال يا مـقال"

”صناعة السينما..أمن قومي”

-

 

بقلم: محمد إمام

[email protected]

 

 

كانت ولا زالت الدراما التليفزيونية والسينمائية, تلعب دوراً هاما في حياة الشعوب وتشكيل الوعي وتوجيه الرأي والذوق العام, برسائل وأبعاد سياسية وإجتماعية وثقافية, تؤثر بالسلب أو الإيجاب, تدخل البيوت والعقول بلا استئذان, فهي القوة الناعمة التي تستخدمها الدول للترويج والانتشار, تصدر رسائل التحضر والتقدم, تروج لمعالمها السياحية والأثرية, وخاصة بعدما تحول العالم بفضل التكنولوجيا والسوشيال ميديا الي قرية صغيرة, وسوق كبير لعرض "البضاعة" إن جاز التعبير.

منذ استحداث الانتاج السينمائي في مصر يونيو عام 1907 وظهور أول فيلم 1917, أفرزت السينما المصرية علي مدار قرن من الزمن, أكثر من 4 الاف فيلماً, كانت خلالها القوة الناعمة, ترصد معاناة وتحكي قصص وحكايات, تسرد روايات, تشارك البسطاء الآمهم, ترصد آمالهم وأحلامهم, إلا أنها عانت خلال السنوات الماضية ووصلت لمرحلة الإنهيار لعدة عوامل أهمها تقاعس الدولة عن دعم الصناعة وتركتها فريسة لأصحاب رؤوس الأموال, علاوة علي غياب الوعي وتغير نوعية المشاهد وإفلاس المحتوي, والنتيجة تحولت السينما المصرية الي "راقصة وبلطجي ومهرجان", المرأة المصرية "خائنة وعاهرة" والشباب "بلطجي وتاجرمخدرات وإرهابي"والموسيقي"مهرجانات", جسدت مصر في أبشع صورها"عشوائية, جهل, مخدرات وإرهاب ".

 

حولت مصر صاحبة الـ 7 آلاف سنة حضارة الي وكر للملذات, بكوميديا رخيصة وسيناريوهات تصدر اليأس, الإحباط, الجريمة والإرهاب, وتناست مصر النيل والهرم والإثار, مصر العلماء والشعراء والأدباء, كيف كنا وأين وصلنا؟! أين نحن من جيل الرواد يوسف بك وهبي, الريحاني, فريد شوقي, المليجي, إسماعيل ياسين,رشدي أباظة, محمود ياسين, محمود عبد العزيز, أحمد زكي, العندليب ونجاة, وردة وفايزة, صباح وشادية, وغيرهم المئات صنعوا التاريخ وأمتعونا سنوات وسنوات, وأصبح لدينا الألماني, قلب الأسد, عبده موته وإبراهيم الأبيض, شيكا وبيكا, شطة وبطة, أوكا وموكا.

 

علي الدولة ممثلة في غرفة صناعة السينما أن تتحمل مسئوليتها ودراسة أسباب الأزمة وعزوف شركات الإنتاج السينمائي, وتمارس دورها الرقابي في حماية الملكية الفكرية وتدعم صناعة السينما من جديد وتنقذها من الضياع والإنهيار علي أيدي أعداء الإنسانية والتاريخ لأنها بحق مسألة أمن قومي.