أي خبر

”قـال يا مقـال”

” نفسي أسافر”

الكاتب الصحفي محمد إمام
-


"دائماً وأبداً ما كنت أرفض فكرة السفر والغربة بعيداً عن أسرتي الصغيرة والكبيرة, ولكوني إنسان يرفض بطباعه البعد عن من يحب, عاشقاً لأبنائي وأمي وأصدقائي, رافضاً بسماتي وتكويني العيش وحيداً, لا أعترف بقيمة المال سوي أنه وسيلة لتحقيق متطلبات الحياة العادية من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وكتب خارجية ومجموعات مدرسية " لأن الدروس الخصوصية للأغنياء فقط" علاوة علي الإيجار والفواتير وما أدراك ما الفواتير والأسعار, وغيرها من متطلبات الحياة البسيطة, وهي استكمال الشهر بسلام دون ضرر أو ضرار.

ولكن ما باليد حيلة .. نفسي أسافر في رحلة قصيرة بحثاً عن سعة الرزق في مكان آخر, ساعياً وراء لقمة العيش في مكان جديد, لعل الغربة والبعد عن الأهل والأصدقاء والأحباب توفر لي الحياة الكريمة, نفسي أسافر كغيري من أبناء مهنتي لعام أو عامين بعيداً عن تراب بلدي التي أعشقها عشق الرضيع لأمه, ليس نفاقاً أو تملقاً ولكنها الحقيقة المجردة, التي أزرعها في أبنائي أن حب الوطن فرض وأن ترابه الطاهر أمانة, ولكن "المضطر يركب الصعب", والسعي وراء الرزق ليس عيباً, لتحقيق حياة كريمة لأسرتي وأبنائي.

نفسي أسافر .. نفسي أبتعد بنفسي وذاتي عن كل ما يؤذيني, نفسي أبقي غني بعرقي وتعبي بعيداً عن الثراء السريع من السوشيال ميديا وحلم "التريند" بعيداً عن ملايين " المهرجانات ولاعبي الكرة والممثلين", اللهم لا حسد, حلمي بسيط مش عايز أكون فلان وعلان, نفسي يكون الصحفي قادر ومقتدر عايش كريم مصان من "الحاجة والحوجة" يقود الرأي العام بكتاباته, يصلح ما حوله بنقده البناء بعيداً عن الهوى والمصالح الشخصية, يراعي ربنا في قلمه, يصون ميثاق شرفه, يحافظ علي وطنه, يقف في أول الصفوف مدافع عن ترابه مع الجنود علي الحدود, قدوة لشبابه, يربي أجيال مع المعلم, يصلح المجتمع مع الشيوخ, يداوي جراحه مع الطبيب, يكتشف ما بداخل كل واحد فينا مع العالم والباحث والفيلسوف, يقوم بدوره, يرعي ضميره, نفسي في حاجات كتير بس شرط فيها الضمير, مع أن نفسي أسافر ونفسي أبقي غني, بس كمان نفسي أحلامي تتحقق وأشوفك يا وطني أحلي وأجمل الأوطان, والله من وراء القصد.

بقلم : محمد إمام

[email protected]