أي خبر

”قال يا مقال”

الكاتب الصحفي محمد إمام يكتب .. ”جهود الإصلاح وماراثون الأرباح ”

الكاتب الصحفي محمد إمام
-

في الوقت الذي تسابق فيه الدولة الزمن لمحاربة كل أوجه الفساد في شتي نواحي الحياة ومواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية وما خلفتها بالتبعية من أزمات اقتصادية في العالم أجمع ومن بينها مصر, في محاولة لاحداث حالة من التوازن في الشارع المصري وحماية محدودي الدخل وتحقيق حياة كريمة للمواطنيين في القري والكفور والنجوع والمناطق الأكثر احتياجا وحماية المقدرات والمكتسبات, نجد أنه هناك من يستفز البسطاء الذين يعيشون حياتهم يوماً بيوم, يكسبون لقمة العيش بالحلال من كدهم وعرقهم.

ليخرج علينا "صنايعية التيك توك واليوتيوب" وعاشقي ركوب الترند بكل ما هو مستفز ومقزز, ذلك السرطان الذي ينخر في جسد المجتمعات, والذي لا يقل خطراً عن الإرهاب, ودماراً وتدميراً عن المخدرات, والفضل كل الفضل يعود الي السوشيال ميديا ومواقع الخراب, التي تبث السم في العسل وتعيث في الأرض فساداً, يستطيع من خلالها القائم علي البث من تصدير أي محتوي للأطفال وصغار السن والكبار دون رقيب أو حسيب, وعلي رأسهم نمبر زيرو عاشق التريند بأغلي صابونة في العالم ومن قبلها الكمامة الذهبية والسيارات الفيراري وغيرها من عيشة القصور والفيلات ورمي الدولارات في حمامات السباحة, والمئات من الفتيات التي يروجن للرذيلة علانية وأخرهم حتي الآن سلمي الشيمي.

وعن الشباب الذي يري في قناة علي اليوتيوب السبيل الوحيد لتحقيق حلم الثراء السريع الذي بات يراود الجميع, فوجدنا محمد عامل النظافة أو المطرود الذي كان يخرج علينا خلال الـ24 ساعة وكان المتبقي أن ينزل علينا من صنبور المياة, أملاً في ركوب ترند الندامة لتحقيق الاف وملايين المشاهدات والوصول الي الأخضر واليورو وركوب السيارات الفارهة والسكن في الكمبوندات وحجته في ذلك "ربنا شاور عليا", ولم نكد أن نرتاح من "الزبال" ليخرج علينا كابوس حديدة ودنيا " صاحب ترند بحبك يا دنيا والذي تحول بين عشية وضحاها الي فنان ومشهور رغم فقدانه أبسط مقومات النجومية حتي أنه لا يستطيع الكلام بطلاقة, وهذا ليس تنمر علي شخصه وأنما وصف حقيقي وأقل من الواقع بكثير, وزوجته دنيا التي تحولت فجأة من فتاة عادية بسيطة غير متعلمة ولا تمتلك أي من مقومات الجمال الي ملكة جمال بفضل عمليات التجميل وجنون الشهرة لتفتح هي الأخري قناة علي اليوتيوب لتقدم محتوي بدون محتوي لتركب الترند وتحقق ذاتها وتكون ثروة خاصة بعيدة عن ثروة حديدة.

ولم يقتصر الوضع المزري علي البسطاء الحالمين بالثراء والشهرة بل أمتد الي مؤدي المهرجانات والفنانين يتسابقون في تقديم المحتوي "الهايف", ولما لا وكل ما يحيط بينا ما هو الي ماراثون لهدم القيم والمعتقدات الدينية والأخلاقية والسلوكية, "منصات التيك توك وقنوات اليوتيوب صدرت إلينا أيضاً شيوخ الضلال والفتايين" صدرت الينا خبراء السبوبة في الرياضة والتعليم والصحة والاقتصاد وكله "فشنك" ندمر أجيالاً بمحتوي فاسد كاذب ضعيف, ولا عزاء لمشاعر البسطاء والعلماء والأدباء والشعراء وأصحاب الفن الحقيقي, وتلاشت معه طموحات الأجيال الجديدة في أن يكون من بينهم الطبيب الناجح والشيخ العالم بأمور دينه والمهندس والضابط الذي يحمي وصون والإعلامي المستنير.. أفيقوا قبل فوات الأوان .. والله من وراء القصد. بقلم محمد إمام

[email protected]