أي خبر

”قـال يا مقـال”

الكاتب الصحفي محمد إمام يكتب .. ”النقم لا تنسيك النعم”

الكاتب الصحفي محمد إمام
-

إياك ثم إياك أن تنسيك النقم كثرة النعم, إياك أن تعتاد علي النعم, التعود يفقد طعم وقيمة الأشياء حتي تفيق لا قدر الله علي فقدانها وحينها ستندم أشد الندم وتبكي حسرة ولوعة عليها يوم لا ينفع الندم, أعلم يا صديقي أن العلي القدير قد من علينا بمئات بل الألاف من النعم والمزايا التي لا تقدر بثمن فالبصر نعمة ما بعدها نعمة وكذلك السمع, الصحة نعمة, أن تنام وتستيقظ بدون ألم نعمة, أن تقضي حاجتك نعمة, أن تنام في بيتك آمن نعمة, أن تمشي علي قدميك نعمة, وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.

يا أبن أدم عمرك مكتوب ورزقك ممدود فتوكل علي الحي الذي لا يموت, وتذكر جيدا يا إنسان أن الرزق أنواع ودرجات أقلها المال بمعني أن وجود أمك وأبيك رزق, زوجك أو زوجتك الصالحة رزق, أولادك رزق, أصدقاء وصحبة صالحة تعينك وتقويك وتشد منك وتقف الي جوارك في السراء والضراء رزق, عملك رزق, مالك رزق, ولكننا جميعاً وأن من قبلكم نختصر الرزق والنعمة في المال فقط للأسف, نعم المال مهم جدا في الحياة ولكن لابد وأن نفرق بين الغاية والوسيلة, فالمال لا يتعدي كونه مجرد وسيلة وليس غاية.

هل توافق علي بيع عينيك وتفقد نعمة واحدة من النعم الكثيرة التي من الله بها علينا ولتكن نعمة البصر مثلا مقابل ملايين الدولارات, هل توافق علي بيع قلبك أو كليتيك أو كبدك أو قدميك أو أو , الإجابة ستكون بالرفض ولو عرض عليك مال الدنيا, هل لو عرض عليك فقدان إبنك أو أخيك أو أمك وأبيك في مقابل المال هل توافق, هناك ملايين الأسر تتمني أن يعود اليها الصحة والأطفال ومن فارقوهم في مقابل ملايين ومليارات الدنيا التي لا تثمن ولا تغني, هناك من يتمني مجرد وقت بسيط في حضرة من يحبون, أو عودة الزمن اللي الوراء ولو لأيام قليلة لرؤية صديق أو حبيب أو أب أو أم أو طفل, هناك من هو علي استعداد لأن ينفق كل ماله في سبيل إنجاب طفل يقر عينه ويحمل أسمه, هناك أشياء كثيرة لا يستطيع المال أن يجلبها لك, ثق تماماً في قضاء الله وعدله, فجميعا نحصل علي الـ 24 قيراط كاملين.

وفي تلك الأيام المباركة أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو الحي الذي لا يموت بيده الخير وهو علي كل شئ قدير, ثق في ربك فهو القادر الرحمن الرحيم, هو رب الخير لا يأتي إلا بالخير, ولو علمنا ما يدبره الله لنا من خير وبركه لما تعبنا وحملنا علي كاهلنا هم الحياة والرزق, لتوكلنا علي الله حق توكله, نعبده ليرضي وإن رضي علينا رزقنا من خزائن رحمته التي لا تنفذ, ورحمته وسعت كل شئ وأمره بين الكاف والنون.

بقلم محمد إمام

[email protected]