أي خبر

”قـال يا مـقال”

الكاتب الصحفي محمد إمام يكتب .. ”اتكلم عربي”

-


يحتفل العالم كل عام في الثامن عشر من ديسمبر كل عام, باليوم العالمي للغة العربية, والتي تعد واحدة من أكثر خمس لغات تحدثًا في العالم فهي اللغة التي يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص حول العالم وهي اللغة الرسمية لـ 22 دولة أعضاء في جامعة الدول العربية، وهي أيضًا واحدة من لغات الأمم المتحدة الست، فضلا عن أنها واحدة من لغات الاتحاد الأفريقي وأحد أغنى لغات العالم، فقد وصل عدد مفرداتها دون تكرار إلى ما يزيد على 12 مليون كلمة.

ويأتي إهتمام وزارة الهجرة برئاسة الوزيرة سها جندي إيماناً بأهمية دور اللغة العربية في تشكيل وجدان الأجيال القادمة وحرصُا على تعميق الولاء والانتماء لدى أبناء المصريين بالخارج، ولذلك بادرت الوزارة بإطلاق المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" والتي حظيت برعاية رئيس الجمهورية, لمواجهة حرب طمس الهوية لدى أبناء مصر في الخارج من الأجيال الثاني والثالث والرابع والخامس وتعزيز وتأصيل الروح الوطنية بداخلهم وترسيخ قيم التعايش السلمي والمواطنة وقبول الآخر.

ونجحت المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية لتشجيع أبناء المصريين في الخارج للحديث باللغة العربية "اتكلم عربي" على الوصول لأكثر من 200 مليون مشارك من مختلف أنحاء العالم, لتأتي المرحلة الثانية من المبادرة تحت شعار "جذورنا المصرية" لتعريف أبناء المصريين بالخارج بتراث وطنهم مصر الضارب بجذوره في عمق التاريخ وحضارتها العريقة, من خلال أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة في إطلاق تطبيق إلكتروني للمبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، يتيح الفرصة للأجيال المصرية الناشئة بالخارج لتعلم اللغة العربية قراءة وكتابة في أي مكان عن طريق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، وتقديم تجربة معايشة متكاملة لثقافتنا المصرية وعاداتنا وتقاليدنا لا تخلو من المرح والألعاب.

أري أن مبادرة اتكلم عربي واهتمام وزارة الهجرة بالحفاظ علي الثقافة والهوية المصرية لأبناء المصريين في الخارج هو استثمار بعيد المدي في ربط الأجيال الجديدة بوطنهم الأم ونشر القيم الوطنية الأصيلة والثقافة المصرية في الأطفال والشباب لحمايتهم من حروب طمس الهوية وتعميق الولاء والانتماء وزيادة الوازع الوطني في نفوس أطفال وشباب اليوم ورجال المستقبل, كما أري أن تنظيم وزارة الهجرة للمعسكرات التفاعلية لأبناء المصريين بالخارج من الجيل الثاني والثالث والرابع من مختلف دول العالم والتي كان آخرها في سبتمبر الماضي باستضافة ورعاية المتحف القومي للحضارة المصرية ومشاركة نحو 45 طفلاً، من مختلف دول العالم, يحصنهم من تلك الحروب ويساهم في نشر الثقافة المصرية في البلدان التي يعشون فيها ويجعلهم حائط الصد الأول للدفاع عن مصر ضد الشائعات.

بقلم محمد إمام

[email protected]