الجمعة 3 مايو 2024 مـ 04:14 صـ 24 شوال 1445 هـ
أي خبر
أي خبر
أي خبر
رئيس مجلس الإدارةشريف إدريسرئيس التحريرمحمد حسن
وزير الزراعة يترأس اجتماعات الجمعية العمومية للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة ” أكساد ” بالعاصمة السعودية الرياض ”الطرق والكباري” : تخصيص خط ساخن وأرقام هواتف وواتساب لتقي شكاوى وبلاغات المواطنين بشأن تأمين سلامة الطرق ومنع التعديات عليها رئيس الوزراء يهنئ أبناء مصر الأقباط داخلها وخارجها بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد ”الرعاية الصحية” تعلن نجاح مجمع الإسماعيلية الطبي كأول مجمع طبي مصري متكامل شكري يستقبل وزير خارجية فرنسا شائعة.. إصدار قرار بإتمام صفقة بيع محطة جبل الزيت لتوليد الكهرباء بطاقة الرياح لمستثمرين أجانب بقيمة لا تتناسب مع ما تم إنفاقه... الإمام الأكبر يهنئ الفائزين بالمراكز الأولى في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن الكريم رئيس الوزراء يتابع مع وزير الصحة عددا من ملفات العمل ممثل برنامج الأمم المتحدة الانمائي يشيد بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات للمساهمة فيما يحققه الاقتصاد المصري من إنجازات وزير النقل يبحث مع نظيره الليتواني زيادة مجالات التعاون المشترك في قطاعات النقل المختلفة وزير العمل يشهد بروتوكول تعاون بين مديريتي ”العمل” و”التربية والتعليم” لتأهيل ”الشباب السيناوي” لسوق العمل . مجلس إدارة الهيئة يهنئ القوات المسلحة الباسلة بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لعيد تحرير سيناء

حق الوالدين

أ.د/ محمد مختار جمعة وزير  الاوقاف
أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الاوقاف

عندما ننظر في كتاب الله (عز وجل) وفي سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نرى كيف تكون العلاقة المثلى بين الأبناء وآبائهم , حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” (الإسراء : 23-24) , ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما سأله أحد الناس : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال: “الصلاة على وقتها” , قال : ثم أي ؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : “ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ” , قال : ثم أي ؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : “الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ” .

انظر إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) كيف قدم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله , وعندما جاء أحد الشباب يستأذنه (صلى الله عليه وسلم) في الجهاد قال له سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “أحَيٌّ وَالِدَاكَ؟” قال : نعم , قال : “فَفِيهِمَا فَجَاهدْ”, وجاء أحد الناس إليه (صلى الله عليه وسلم) فقال : يا رسول الله , إني أصبت ذنبًا عظيمًا , فهل لي من توبة ؟ قال : “هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟” قال : لا , قال: ” هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟” قال نعم , قال : “فبرها” (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان) , فانظر إلى بر الخالة, فضلا عن بر الأم كيف يكون وسيلة للتوبة والمغفرة وحسن المثوبة والعاقبة ؟.

أما العقوق نعوذ بالله منه فيقول النبي (صلى الله عليه وسلم) في شأنه : ” اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ” (متفق عليه) , ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : “أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟” ثلاثًا , قالوا : بلى يا رسول الله , قال : “الإشْرَاكُ بالله ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ” وجلس وكان متكئًا ، فقال : ” أَلا وَقَوْلُ الزّورِ” قال : فمال زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت .

ويقول الحق سبحانه : ” وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (النساء : 36) , ويقول (عز وجل) : “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ” (العنكبوت : 8) , ويقول الحق سبحانه : ” وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ” (لقمان : 14) , وكان سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) يقول : ثلاث في القرآن نزلت مقترنة بثلاث لا تقبل واحدة منها دون الأخرى:

فأما الأولى فقول الله تعالى : “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ” (المائدة :92) , فلا تقبل طاعة الله إلا بطاعة رسوله “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ”(النساء :8).

وأما الثانية فقوله تعالى : “فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ” (الحج :78) , ولذا قاتل سيدنا أبو بكر (رضي الله عنه) مانعي الزكاة , وقال : “والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) لقاتلتهم عليه , والله لا أفرق بين الصلاة والزكاة” .

وأما الثالثة فهي قوله تعالى : ” أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” (لقمان :14) , فلم يشكر الله من لم يشكر لوالديه , فمن عقّ والديه لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ , وَلاَ مَنَّانٌ” .

وقد يرى بعض الشباب أنه أكثر تدينًا من والده , فيغلظ له القول أو يسيء معاملته , فنقول لأمثال هؤلاء : انظر يا بني إلى قول الحق (سبحانه وتعالى) في شأن الوالدين : “وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ” (لقمان : 15) , فالوالدان حتى مع كفرهما أو حتى حال محاولتهما أن يحملاك على معصية الله أو حتى على الكفر , فلا تطعهما في ذلك غير أن ذلك لا يخول لك سوء معاملة أي منهما , إنما يجب أن تكون في جميع أحوالك كما أمرك الحق سبحانه “وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا” , على أن ندرك أن ذلك ليس تفضلا منك إنما هو حق وواجب عليك تأثم إن قصرت فيه أو لم تقم به , وعليك أن تدرك أن عقوق الوالدين مما يجعل له العقوبة في الدنيا مع ما فيه من غضب الله (عز وجل) في الآخرة , ويروى أن أحد الناس صنع لوالده إناء خشبيًّا فسأله أصغر أبنائه يا أبي لم صنعت هذا الإناء الخشبي ؟ قال : يا بني لنضع فيه الطعام لجدك الذي كبر حتى لا ينكسر , فقال الولد حسنا يا أبتاه سنضع لك فيه الطعام عندما تكون مثل جدي , فافعل ما شئت كما تدين تدان