”قـال يا مـقال”
محمد إمام يكتب ..”حوار وطني اقتصادي”
تعد توجيهات الرئيس السيسي، بإطلاق حوار وطني إقتصادي بشكل أعمق وأكثر شمولاً, لبحث المشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري ومساندة ودعم الدولة المصرية للعبور من الأزمة, تأكيداً علي جدية الدولة المصرية في ايجاد حلول علي أرض الواقع لكافة المشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري, وتفتح المجال أمام كل المصريين بمختلف اتجاهاتهم وأطيافهم السياسية, للمشاركة فى إيجاد حلول قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع وأن تلاحم الشعب مع الدولة بات ضرورة ملحة للعبور بالبلاد من النفق المظلم.
الواقع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه مصر ودول المنطقة والعالم أجمع، يحتاج الي تكاتف الجميع والعمل يد بيد لعبور الكبوة التي تجتاح الجميع وتكاد أن تأخذ في طريقها الأخضر واليابس, وخاصة بعد حالة التضخم، وانخفاض تحويلات المصريين بالخارج, إضافة الي انخفاض عائدات قناة السويس, بسبب هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر, مما أضطر السفن الي تحويل مسارها الي ممر بديل "رأس الرجاء الصالح".
كما تعاني الدولة المصرية التي تقع في منطقة مليئة بالحروب والصراعات علي كافة حدودها في الجنوب والصراع السوداني مع قوات الدعم السريع, والغرب مع ليبيا وحالة عدم الاستقرار, وحرب الابادة التي يشنها الكيان الإسرائيلي علي فلسطين وقطاع غزة في الشمال الشرقي, الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر علي السياحة المصرية والتي كانت من أهم مصادر العملة الأجنبية للدولة المصر, فكيف يأتي السائح الي منطقة مشتعلة من جميع الاتجاهات, جميع تلك العوامل أثرت علي العوائد الدولارية, علاوة علي الضغوط التي يمارسها الغرب علي مصر علانية لفرض الأمر الواقع وقبول التهجير القسري لسكان قطاع غزة الي سيناء وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها.
أري أنه آن الأوان لتصحيح المسار وخاصة والعمل ليل نهار لمواجهة التحديات التي تعاني منها مصر واحكام الرقابة علي الأسواق لمواجهة جشع التجار وارتفاع الأسعار, لذا بات لزاماً بإجراءات رادعة لحماية المواطنين من ناحية وضبط الأسواق المنفلتة من ناحية أخري, وإجراءات مصرفية فورية لحماية الجنيه أمام الدولار, حتي لا تزداد الأمور سوءً, وعلينا جميعاً تحمل المسئولية لأن المصري لا يترك السفينة ولا يبيع وطنه مهما حدث لابد وأن نقف خلف الوطن في عثراته, وأبداً لن تسقط مصر والله من وراء القصد.
بقلم : محمد إمام