الخميس 18 سبتمبر 2025 12:19 صـ 24 ربيع أول 1447 هـ
أي خبر
رئيس مجلس الإدارة شريف إدريس رئيس التحرير محمد حسن
×

”قال يا مقال”

محمد إمام يكتب .. ”العربدة الاسرائيلية والسيادة والقانون الدولي”

الأربعاء 17 سبتمبر 2025 07:54 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ

العربدة الإسرائيلية في الشرق الأوسط لم تعد مجرد توصيف إعلامي، بل باتت واقعا يتجسد في انتهاكات صارخة لكل القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية، كما حدث مؤخرا في الاعتداء على دولة قطر، فقد أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على تنفيذ عملية عدوانية في قلب العاصمة القطرية الدوحة، بحجة استهداف قيادات من حركة حماس، في خطوة تكشف حجم الاستهتار بسيادة الدول وحرمة أراضيها، وتؤكد أن إسرائيل مستمرة في تجاوز كل الخطوط الحمراء تحت غطاء صمت دولي مريب.

الاعتداء الاسرائيلي لم يكن مجرد خرق أمني غير مدروس، بل تحديا صارخا لمبدأ أساسي في العلاقات الدولية، وهو احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية، ووحدة وسلامة أراضيها، فقد استهدفت الغارة الإسرائيلية اجتماعا لقيادات فلسطينية كانت تبحث سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما يكشف الطبيعة التخريبية والعربدة الإسرائيلية، التي لا تتوقف عند حدود استهداف الشعب الفلسطيني الأعزل، بل تمتد لتقويض أي جهود دبلوماسية أو وساطة إقليمية تسعى إلى إنهاء الإبادة الجماعية.

وفي مواجهة هذا التصعيد الخطير، أصدرت مصر بيانا رسميا عبرت فيه عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للعمل العدواني الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطر، مؤكدة أن الاعتداء انتهاكا صارخا لأحكام القانون الدولي، ومبادئ احترام سيادة الدول، وحرمة أراضيها، وسابقة خطيرة وتطورا مرفوضا.

واعتبرت مصر أن التصعيد الإسرائيلي يقوض المساعي الدولية الرامية إلى تحقيق التهدئة، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، لما لدولة قطر من دور محوري في جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ودعت مصر المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذا الانتهاك الإسرائيلي الصارخ، والعمل الفوري على وقف العدوان الإسرائيلي، ومحاسبة المسئولين عنه، حتى لا يضاف إلى سجل الإفلات المعتاد لإسرائيل من المحاسبة.

أري أن استهداف قطر ليس مجرد اعتداء على دولة شقيقة، بل يحمل رسالة مفادها أن إسرائيل تسعى لإجهاض أي جهد عربي أو إقليمي لحل الأزمة، وهو ما يستدعي وقفة جماعية من الدول العربية، ليس فقط للتنديد، بل للتحرك على كافة المستويات والأصعدة، من أجل وضع حد للعربدة الإسرائيلية في الشرق الأوسط.

كما أطالب المجتمع الدولي للقيام بدوره وتحمل مسئولياته والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، والتي سوف تدفع المنطقة إلى فوضى غير مسبوقة، لأن ما جرى في الدوحة ليس حدثا عابرا، بل إنذار جديد يؤكد أن إسرائيل لم تعد ترى في القانون الدولي سوى الشجب والإدانة، لذا علينا جميعا أن نعي الدرس جيدا، أن حلم اسرائيل الكبري ليس ببعيد عن الجميع، وأن الجباية الأمريكية لن تحمي الدول العربية من العربدة الاسرائيلية، حفظ الله مصر وشعبها وجيشها الحصن الحصين وسائر بلاد المسلمين.

بقلم محمد إمام

[email protected]

موضوعات متعلقة