”قال يا مقال”
محمد إمام يكتب .. ”عيد مبارك علي مصر والمصريين”

يأتي عيد الأضحى المبارك كل عام ليحمل معه نفحات من الإيمان والفرح، ويجدد في قلوب المسلمين معاني التضحية والعطاء، فهو عيد الأمل والكرم، وعيد البركة والتقوى، في هذا اليوم العظيم، يستذكر المسلمون قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، حين امتثل لأمر ربه في رؤية المنام وقدم أغلى ما يملك – ابنه إسماعيل – قربانا، ليضرب بذلك أروع الأمثلة في الطاعة والتسليم لأمر الله، ومن هنا، كان ذبح الأضاحي شعيرة عظيمة تؤدى تقربا إلى الله عز وجل، وإحياء لسنة خالدة.
في عيد الأضحى، تتجسد معاني التكافل الاجتماعي في أبهى صورها، حيث يقوم المسلمون بنحر الأضاحي وتوزيع لحومها على الفقراء والمحتاجين، في مشهد إنساني يعكس روح التعاون والمحبة، ويقوي أواصر الترابط بين أبناء المجتمع الواحد، هذه الشعيرة المباركة لا تقتصر على الجانب الديني فحسب، بل تحمل أبعادا اجتماعية وإنسانية عظيمة، حيث يشعر الفقير بأن له نصيبا من الفرح، وأنه ليس منسيا في زحمة الحياة. عيد الأضحى لا يعني فقط احتفالا دينيا، بل هو أيضا مناسبة لترسيخ قيم التسامح والتراحم بين الناس، وتعزيز روح الانتماء للوطن، لا سيما في ظل ما تمر به أمتنا من تحديات وأزمات، فالوطن يحتاج منا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن نتكاتف ونتعاون، وننحي خلافاتنا جانبا، لنبني مستقبلا أفضل لأبنائنا، ونحافظ على استقرار بلادنا في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الأمة الإسلامية، والفتن التي تستهدف تمزيق الصف الواحد.
ويأتي أداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، ليتمم صورة هذا العيد المبارك، حيث يتوجه المسلمون من مختلف بقاع الأرض إلى بيت الله الحرام، ملبيين نداء الرحمن، يطلبون الرحمة المغفرة والعفو من رب العزة والجلال، يتقربون إليه بالطاعات والدعاء، هذا المشهد الروحي العظيم يعكس وحدة المسلمين تحت راية التوحيد، ويبعث برسائل السلام والتآخي من أطهر بقاع الأرض.
إن عيد الأضحى المبارك فرصة متجددة لنطهر قلوبنا من الأحقاد، ونشر الحب والخير، والالتزام بالقيم الإسلامية السامية التي تدعو إلى العدل، والإحسان، وحسن الجوار، والعمل الصالح، فلنجعل من العيد محطة للبناء الروحي والاجتماعي، ولنكن قدوة لأبنائنا في نشر معاني الرحمة والبذل. أعاده الله علينا جميعًا بالخير واليمن والبركات، وعلى مصرنا الغالية بالأمن والاستقرار، والنماء والرخاء، وأن يرزقها دائما السلام والنماء وشعبها الترابط والتكاتف أمام الصعاب والأزمات، ويبقي دائما أكثر تماسكا وصلابة، علي قلب رجل واحد .. حفظ الله مصر بقلم محمد إمام [email protected]