الإثنين 6 أكتوبر 2025 07:50 مـ 13 ربيع آخر 1447 هـ
أي خبر
رئيس مجلس الإدارة شريف إدريس رئيس التحرير محمد حسن
×

”قال يا مقال”

محمد إمام يكتب .. ”التحويلات ”صداع في رأس الجيزة”

الخميس 21 أغسطس 2025 05:54 مـ 26 صفر 1447 هـ


مع اقتراب إعلان مديريات التربية والتعليم لنتائج التحويلات بين المدارس لمراحل التعليم الأساسي، تتزايد حدة القلق بين أولياء الأمور، حيث تحولت إجراءات التحويل السنوية إلى أزمة متجددة وصداع دائم للأسر.

انطلقت فترة التحويلات بداية يوليو الماضي واستمرت حتى 15 أغسطس، وشهدت إقبالا كبيرا، خصوصا على المدارس الرسمية للغات في المناطق الحضرية، التي باتت هدفا رئيسيا للأسر الساعية لتوفير تعليم متميز لأبنائها أو لتقريب المسافة بين المدرسة ومحل السكن. واصطدم أولياء الأمور بغياب كثير من المدارس المطلوبة من قوائم التحويل الإلكتروني، مديرية التربية والتعليم أوضحت أن السبب هو الكثافات الطلابية المرتفعة، التزاما بقرار الوزارة بعدم تجاوز 50 طالبا في الفصل الواحد، إلا أن هذا القرار وضع مئات الأسر في مأزق، بعدما لم يجدوا سوى مدارس بعيدة، وهو أمر يرهق الأطفال، خاصة في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائي، ويزيد أعباء التنقل اليومية على الأسر.

والان تظهر في الأفق ملامح أزمة مشابهة لتلك التي وقعت العام الماضي في الجيزة، حين لم تتمكن 8 آلاف أسرة من إلحاق أبنائها بالمدارس الرسمية للغات داخل نطاق سكنها، فاضطرت المديرية لتسكينهم في مدارس تبعد ما بين 80 و100 كيلومتر، في مناطق مثل العياط والصف والبدرشين وأطفيح وأكتوبر، ورغم الوعود التي حصلت عليها بعض الأسر بإعادة التوزيع هذا العام، إلا أن المؤشرات الحالية تنذر بتكرار نفس السيناريو. وسط هذه الأزمات التي تتكرر كل عام، نشطت شبكات سماسرة التحويلات، مستغلين حاجة أولياء الأمور، وطرحوا أسعارا تتجاوز بضعة آلاف من الجنيهات للطالب الواحد لضمان نقله إلى مدرسة مرغوبة، الظاهرة ظهرت في الإدارات صاحبة الكثافة المرتفعة في الجيزة، وهناك شكوك حول تورط وسطاء في تسهيل هذه العمليات مقابل مبالغ مالية.

أولياء الأمور أفادوا أيضا بأن بعض مديري المدارس طالبوهم بالحصول على "تأشيرات فوق الكثافة" من وزير التربية والتعليم أو المحافظ كشرط لقبول أبنائهم في مدارس مكتظة عالية الكثافة، ما يضيف عبئا جديدا ويفتح الباب أمام المجاملات والوساطة والمحسوبية.

ومع اقتراب ساعة الحسم وإعلان النتائج، يترقب آلاف أولياء الأمور مصير أبنائهم بين أمل في القبول بمدرسة قريبة مناسبة، وخوف من الدخول في دوامة التنقل والتحويل الشاقة والمكلفة، الأزمة، التي تتكرر كل عام، تضع علامات استفهام حول قدرة وزارة التربية والتعليم على مواجهة تحديات الزيادة السكانية وتوفير مدارس جديدة تقلل الكثافات، وتغلق الباب أمام السماسرة والمتربحين من معاناة الأسر، والله من وراء القصد.

بقلم محمد إمام

[email protected]

موضوعات متعلقة