الأحد 12 أكتوبر 2025 08:13 مـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
أي خبر
رئيس مجلس الإدارة شريف إدريس رئيس التحرير محمد حسن
×

”قـال يا مقـال”

الكاتب الصحفي محمد إمام يكتب.. ”المظاهرات السورية .. مسرحية مفضوحة”

السبت 11 أكتوبر 2025 07:20 مـ 18 ربيع آخر 1447 هـ
الكاتب الصحفي محمد إمام
الكاتب الصحفي محمد إمام

شهدت دمشق في الأيام الأخيرة مظاهرات خرجت بهتافات عدائية ضد مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، في مشهد يكشف حجم الاختراقات التي تعانيها الساحة السورية، وحجم التحريض الذي تتعرض له الجماهير من قبل أطراف مرتبطة بأجندات خارجية مشبوهة, تلك التحركات والتي لا يمكن وصفها إلا بأنها مسرحية رخيصة تستهدف تشويه صورة مصر والتقليل مما قامت به وتقوم دائماً في الدفاع عن الأمن القومي العربي بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص ومنع مخطط التهجير.

المؤسف في الأمر أن المظاهرات حملت شعارات عدائية لمصر، الدولة التي لم تتخل يوما عن أشقائها السوريين، والتي احتضنت على مدار أكثر من أربعة عشر عامًا ملايين اللاجئين السوريين، ووفرت لهم حياة كريمة دون تفرقة بينهم وبين المواطنين المصريين, متمتعين بحقوق التعليم والعلاج والعمل، وهو ما لم تقدمه أي دولة أخرى لهم، ومع ذلك تخرج فئة مغرضة لترد الجميل بالإساءة، متجاهلة الحقائق التاريخية والدور المصري الداعم لسوريا أرضا وشعبا, كان الأولى بهؤلاء المتظاهرين أن يوجهوا أصواتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية، وعلى رأسها الجولان وجبل الشيخ والقنيطرة وغيرها, كان الأجدر بهم أن يرفعوا لافتاتهم ضد المؤامرات التي استهدفت الجيش السوري ودمرت قدراته الدفاعية, وهو ما يعكس تناقضا صارخا مع ما يفترض أن يكون أولويات الدولة السورية, فبدلاً من أن يوجه النظام طاقات مواطنيه نحو مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، واستعادة الأراضي التي ضاعت ومقدرات الجيش التي تم دهسها بطائرات الكيان، لكن من الواضح أن بعض القوى الدولية والإقليمية أرادت تحويل بوصلة الغضب بعيدا عن قضايا سوريا، لتصب في خانة استهداف مصر وقيادتها.

مصر التي احتملت أعباء ضخمة نتيجة استضافة ملايين السوريين، لا تستحق هذا الجحود من القيادة السورية أو المواطنين الذين انساقوا وراء التحريض, وكان الأحري بالشعب السوري هو التظاهر من أجل استعادة وطنه وحماية أرضه من الاحتلال، والدفاع عن شرفه أمام المؤامرات الصهيونية، لا الانشغال بتوجيه سهام الاتهام إلى دولة شقيقة تمد يدها دوما بالعون.

الرئيس عبد الفتاح السيسي كان واضحا في أكثر من مناسبة: الجيش المصري جيش وطني، دوره حماية أرض مصر والدفاع عن شعبها ومقدراتها, لكنه أيضا ظل داعما للقضايا العربية العادلة وعلى رأسها فلسطين, هذا الموقف أزعج كثيرا من القوى المتآمرة، فاختارت تحريك أوراقها داخل دمشق لتشويه صورة مصر, والمثير للسخرية أن بعض السوريين يرددون شعارات تحريضية ضد القاهرة، بينما يقفون صامتين أمام الاحتلال الإسرائيلي الذي يستبيح أرضهم، وأمام الاتفاقيات المشبوهة التي دمرت وطنهم لصالح قوى خارجية.

أري أنه قد آن الأوان أن يراجع السوريون أنفسهم، ويواجهون الحقيقة, العدو الحقيقي ليس مصر ولا رئيسها، بل الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمون تقسيم سوريا وتمزيقها, وأن يتوحدوا ضد من دمر وطنهم وسعى إلى تقسيمه, وعلى مصر أن تنظر بجدية في ملف اللاجئين السوريين على أراضيها، في ضوء ما تواجهه من ضغوط اقتصادية وأمنية متزايدة، حتى لا تتحول استضافتها الكريمة إلى ورقة ابتزاز سياسي, وأعلم علم اليقين بأن مصر ستظل ثابتة على مواقفها، تدافع عن أرضها ومقدراتها، بفضل جيشها القوي وشعبها الأبي وسياساتها الحكيمة التي تتعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف كما نري .. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وسائر البلاد والعباد.

بقلم محمد إمام

[email protected]

موضوعات متعلقة