الأحد 26 أكتوبر 2025 12:02 صـ 3 جمادى أول 1447 هـ
أي خبر
رئيس مجلس الإدارة شريف إدريس رئيس التحرير محمد حسن
×

”قال يا مقال”

محمد إمام يكتب ”مصر السلام .. القوة .. الإنسانية ”

السبت 25 أكتوبر 2025 05:17 مـ 3 جمادى أول 1447 هـ


بعد عامين من الدم والنار والخراب والدمار، استطاعت مصر أن توقف نزيف الدم في غزة، وتضع حدا لحرب الإبادة الجماعية التي أطاحت بكل مقومات الحياة في القطاع، بجهود دبلوماسية مكثفة وتحركات سياسية مدروسة، نجحت في صد مخطط التهجير، الذي كان يستهدف تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، وتحويل معاناة الشعب الفلسطيني إلى أزمة إنسانية بلا أفق.

تحملت مصر القوية الضغوط الخارجية والحروب الاقتصادية التي سعت لقبولها التهجير، تمسكت بثوابتها الوطنية والعربية، ورفضت المساومة على الحق الفلسطيني، واجهت حروب الجيل الرابع، وحملات ممنهجة من الشائعات لتشويه دورها وتهميشه، واتهامها غدرا بالخيانة أو التواطؤ، عبر لجان إلكترونية مدفوعة الأجر سعت للنيل من مكانتها ودورها الإقليمي.

أثبتت مصر، رغم كل تلك التحديات، أنها قلب الأمة النابض، فجمعت ملوك ورؤساء العالم في شرم الشيخ تحت راية واحدة: "وقف إطلاق النار في غزة"، وفرضت بثقلها الدولي وسياستها الحكيمة عن عودة الدور المصري كضامن للسلام، وحارس للقضية الفلسطينية، وسند للشعوب العربية في مواجهة العدوان.

وفور إعلان وقف إطلاق النار، لم تتأخر مصر في مد يد العون لأهالي غزة، فأعادت تسيير القوافل الإنسانية والإغاثية التي تحمل الغذاء والدواء والأمل.

وكان التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في مقدمة الصفوف، حيث جهّز القافلة ال 12 التي انطلقت من أرض مصر محملة بـ200 شاحنة تحمل أكثر من 4 آلاف طن من المساعدات الإنسانية. وتنوعت المساعدات بين المواد الغذائية والدقيق والأغطية ومستلزمات النظافة والخيام، جرى إعدادها وفقا للاحتياجات الفعلية على الأرض، وبالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية لضمان سرعة وسلامة الوصول إلى المستحقين، هذه الجهود جاءت امتدادا لمسيرة إنسانية طويلة بدأت فور اندلاع الأزمة، والتي تؤكد أن مصر لا تتحرك بدافع السياسة فقط، بل انطلاقا من دورها الإنساني ومسئوليتها التاريخية تجاه أشقائها العرب.

لقد تجسد التضامن المصري في أبهى صوره من خلال آلاف المتطوعين في المحافظات المختلفة، الذين سارعوا بالمشاركة في جمع وتعبئة المساعدات، تأكيدا بأن التكافل والعطاء ليسا مجرد شعارات، بل قيم متجذرة في وجدان المجتمع والشعب المصري، قافلة دعم غزة ليست مجرد شاحنات إغاثية، بل رسالة متجددة بأن مصر كانت وما زالت صمام الأمان للقضية الفلسطينية، وجسر الرحمة بين الشعوب، وإنها امتداد لجسر الإغاثة المصري المتواصل، الذي يعبر عن موقف ثابت وواضح بأنه لا تهاون في نصرة المظلوم وأن مصر لا تساوم على كرامة الشعوب العربية. وأثبتت مصر من جديد أنها تتعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف وأنها لا تعرف سوى طريق واحد في التعامل مع الأزمات، وهو طريق الدولة القوية التي تحفظ كرامتها وتدافع عن أشقائها، وتظل دائما عنوانا للسلام والإنسانية والقوة .. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها. بقلم محمد إمام

[email protected]